قد يبدو طائر المينا من النظرة الأولى طائرًا لطيفًا بصوته الجميل وريشه الأسود اللامع، لكن
خلف هذا المظهر الهادئ يختبئ سلوك عدواني جعل الخبراء يصفونه بالمجرم البيئي الحقيقي. هذا الطائر
الصغير القادم من آسيا تحول في بعض المناطق إلى كابوس يهدد التوازن الطبيعي، وخصوصًا في
المدن السعودية اللي بدأ ينتشر فيها بسرعة مخيفة.
المشكلة ما تكمن في وجوده فحسب، بل في تصرفاته. طائر المينا معروف بأنه يحتل أعشاش
الطيور الأخرى بالقوة، ويهاجم الأنواع المحلية مثل العصافير والبلابل وحتى الحمام، مانعًا إياها من التكاثر
أو البقاء في بيئتها الأصلية. الأسوأ من ذلك، أنه يتصرف بذكاء جماعي؛ فغالبًا ما يتحرك
في مجموعات منظمة تشن هجمات على الطيور الأخرى وحتى على القطط أو البشر إذا اقتربوا
من مناطقه.
الأثر البيئي لهذا الطائر كبير جدًا. الدراسات أوضحت أنه يساهم في تقليل أعداد الأنواع المحلية
ويحدث خللاً في التوازن البيولوجي، مما يؤدي إلى تراجع التنوع الطبيعي في المدن والريف على
حد سواء. لذلك، بدأت بعض الدول في اتخاذ إجراءات للحد من انتشاره، مثل مراقبة أماكن
تكاثره ومنع إطلاقه في البيئات الجديدة.
وجود طائر المينا في البيئة السعودية يسلّط الضوء على قضية أهم، وهي خطورة الأنواع الغازية
اللي تدخل النظام البيئي بدون رقابة. فالموضوع مو بس عن طائر مزعج، بل عن تهديد
حقيقي للنظام الطبيعي اللي نحاول نحافظ عليه. ولهذا صار كثير من الناس يسمونه “المجرم بكل
ما تعنيه الكلمة”، لأنه بالفعل تسبب في خسائر بيئية يصعب تعويضها بسهولة.
لمشاهدة الفيديو